ما بال قلمي ... يبكي دموعا سوداء تتجمّع لتشكّل كلمات ؟
ما بال ردود الأفعال لم تتعدّ حدود الآهات ؟
ترتجف الورقة من تحته تسأله و قد اصفر بياضها و تخضّبت ألماً بسواد مداده الحزين ؛ تتساءل سطورها عمّا ألمّ به
فتميد الورقة من تحت القلم بكل ألم ؛ و يمضي خجلا منكسرا و الآه تختنق في كل نقطة ينزفها في صورة كلماتٍ تذوب خزياً و حسرة :
يغتالون سيرته العطرة ... يسـبّون سيّد ابن آدم و نحن ها هنا قابعون ؟
مكبّلون ... صامتون ...غافلون ؟
كل ما نفعله لا يتجاوز نوعاً من السّكون !
يدنّسون أسمى معاني للطهارة و الشرف بافتراءاتهم الدنيئة
عن أطهر و أشرف و أنبل من عرفت البشريّة
و نحن لا نقوى حتى على مقاطعة ما لنا يصدّرون !
من نحن ؟ و ما الذي أصبح يجري في العروق ؟
أهي الدماء العربية الحرة ؟
فإذا ... كيف يجرؤون ؟
محمّد ... يابن عبد الله بن عبد المطّلب القرشي
و نعم النسب و الأصل و السيرة
يا من رحلت عنه أمّه آمنة و أبيه الحنون إلى الرفيق الأعلى وهو بعدُ طفل صغير
يا من أرضعته حليمة حباً و كرامة
توّجَ حباً فطرياً مزروعا في قلبه الطاهر
يا خير خلق الله ... أيها اليتيم الحبيب القريب...
أيّها النبيّ العربيّ الأمّي المبعوث بأبلغ رسالة للبشريّة
يا من تحمّل عنّا الكثير و أراد لنا الخير الوفير
يا من في أقواله و أفعاله الهدى و الصلاح
يا من أنار الكون بوجوده و بسيرته الجديرة بالاحتذاء
يا من لمولده انشق القمر و اهتز عرش كسرى
يا من اشتقت إلينا قبل أن ترانا
يا من بنوره اهتدينا و على دربه نتمنى لو مشينا
يا من بذكره تهدأ النفوس و تنشرح إذا عليه سلّمنا و صلّينا
كل من قذفوك و هاجموك لا يعرفونك ... لا يفهمونك ... لا يقدّرونك
سامحنا أيها الحبيب المصطفى ...
نسألك أن تدعو لله أن يغفر لنا ضعفنا و هواننا
أن يقوّينا على من عاداك فعادانا
أن نعرف كيف نذود عنك يا هادينا و شفيعنا
أن يهابنا يوما من آذاك فآذانا !
أعرف أنّك قد تعرّضت لكثير من الأذى مراراً ؛ على أيدي ذات النفوس المريضة و العقول الجاهلة و إن اختلف الزمان و المكان
أحس أنّ روحك الطاهرة باكية حزينة ؛ ناظرة إلينا نظرة عتاب حنونة
أتخيّلك تحاورنا بنظرات روحك الآن :
أين أنتم ؟ كيف يفعلون بكم هذا ؟ كيف تسمحون ؟
هل إذا فعلتم فعلتهم ... أتراهم مثلكم يصمتون ؟
رسولي الحبيب الكريم
نعدك بأنا سنردّ عليهم إن شاء رب الأكوان
باتباع سنتك الشريفة و كل خطاك
بحفظ القرآن ... بالعمل الصالح ... بتقوى الله
بالجد و الاجتهاد هنا و هناك ...سنريهم من نحن
و إذا حاولوا الهجوم من جديد
سنفديك بكل ما نستطيع
فلا تخف يا حبيبي و لا تحزن
و حق من أسرى بك إلى المسجد الأقصى
و أنزل عليك القرآن نورا و رحمة
وحق من جعل حديثك وحياً يوحى
سيظهر بيننا عليّاً و خالد و عمر من جديد
و سنعقد النيّة و نخلصها
أن نحميك بأجسادنا و قلوبنا و عقولنا و أموالنا و أرواحنا
سنكوّن من حولك حصنا منيعا أشد من الحديد
و ليعيننا ربّنا و يغفر لنا ما سبق من تقصيرنا
نحبّك ... نحبّك يا رسول الله
عليك الصلاة و أزكى السّلام