في حكاية يرويها الشيخ علي الطنطاوي... يقول الشيخ:
كنت قاضيا في الشام وحدث إن كنا مجموعة نمضي المساء عند احد الأصدقاء فشعرت بضيق نفس و إختناق شديد
فأستأذنت أصدقائي للرحيل فأصروا أن أتم السهرة معهم ولكني لم أستطع وقلت لهم أريد أن أتمشى لأستنشق هواء نقيا
خرجت منهم مشيا وحدي في الظلام وبينما أنا كذلك إذ سمعت نحيبا وابتهال آت من خلف التلة
نظرت فوجدت امرأة يبدو عليها مظاهر البؤس كانت تبكي بحرقة وتدعو الله
إقتربت منها وقلت لها:
( ما الذي يبكيك يا أختي)
قالت : (إن زوجي رجل قاس وظالم طردني من البيت و أخذ أبنائي و أقسم أن لا أراهم يوما وأنا ليس لي أحد ولامكان أذهب له)
فقلت لها:
(ولماذا لاترفعين أمرك للقاضي؟)
بكت كثيرا وقالت:
(كيف لإمرأة مثلي أن تصل للقاضي؟!!)
يكمل الشيخ وهو يبكي يقول:
{المرأة تقول هذا وهي لاتعلم أن الله قد جر القاضي (يقصد نفسه) من رقبته ليحضره إليها}
سبحان من أمره بالخروج في ظلمة الليل ليقف أمامها بقدميه ويسألها هو بنفسه عن حاجتها
أي دعاء دعته تلك المرأة المسكينه ليستجاب لها بهذه السرعه وبهذه الطريقه
فيامن تشعر بالبؤس وتظن أن الدنيا قد أظلمت فقط ارفع يديك للسماء وتضرع لمن يسمع دبيب النملة